Blog

I have been more than 12 years in digital marketing industries, and have help more than 240 companies to grow their business.​

مقالاتأكتوبر 9, 2024

إدارة الأزمات في العلاقات العامة: خطوات للتعامل مع الأزمات والحفاظ على سمعة المؤسسات

إدارة الأزمات في العلاقات العامة هي واحدة من أبرز المجالات التي تسهم في الحفاظ على سمعة المؤسسات، خاصة في ظل الأزمات المفاجئة وغير المتوقعة. الأزمات قد تأتي على شكل مشاكل داخلية أو خارجية تؤثر على صورة المؤسسة أو ثقة الجمهور بها. من خلال استراتيجيات فعّالة لإدارة الأزمات، يمكن للمؤسسة أن تتجنب تفاقم المشكلة وتحافظ على سمعتها.

 

تعريف الأزمة في العلاقات العامة

الأزمة هي حالة طارئة وغير متوقعة تتطلب استجابة سريعة وفعّالة. تتمثل الأزمات في تهديدات قد تؤثر سلبًا على صورة المؤسسة أو قدرتها على تحقيق أهدافها. في سياق العلاقات العامة، يمكن أن تكون الأزمات ناتجة عن مشاكل داخلية مثل الفساد أو التسريب الإعلامي، أو مشاكل خارجية مثل الكوارث الطبيعية، أو حتى الشائعات التي تنتشر عبر وسائل الإعلام.

 

خطوات إدارة الأزمات في العلاقات العامة

  1. التحضير المسبق

التحضير المسبق هو المفتاح لإدارة الأزمات بنجاح. المؤسسات التي تمتلك خططًا جاهزة ومفصلة للتعامل مع الأزمات تكون في وضع أفضل للتعامل مع المواقف الصعبة. يشمل التحضير المسبق تحديد السيناريوهات المحتملة للأزمات ووضع استراتيجيات استجابة محددة لكل نوع من الأزمات.

  1. تشكيل فريق لإدارة الأزمات

يتطلب التعامل مع الأزمات وجود فريق متخصص من أفراد يمتلكون الخبرة والمعرفة اللازمة لإدارة الموقف. يتعين أن يكون الفريق مسؤولًا عن اتخاذ القرارات السريعة والصائبة في الأوقات الحرجة، مع الأخذ في الاعتبار الأبعاد المختلفة للأزمة، مثل الإعلام، التواصل الداخلي، والجوانب القانونية.

  1. التواصل الفعّال والسريع

التواصل هو أحد أهم العناصر في إدارة الأزمات. يجب أن تكون الرسائل موجهة بوضوح وشفافية إلى الجمهور الداخلي والخارجي على حد سواء. التواصل السريع مع الإعلام يحد من انتشار الشائعات، ويعزز من ثقة الجمهور بالمؤسسة. يجب أن تكون الرسائل مختصرة ودقيقة، وأن تُظهر المؤسسة بشكل يظهر مسؤوليتها واحترافيتها في التعامل مع الأزمة.

  1. المراقبة والاستجابة الإعلامية

تتطلب الأزمات مراقبة دائمة لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن تنتشر الشائعات أو المعلومات غير الصحيحة بسرعة كبيرة. يجب أن يكون لدى المؤسسة فريق مختص بمراقبة الأخبار والرد بسرعة على أي معلومات مضللة. هذا يمنع تفاقم الأزمة ويسهم في حماية سمعة المؤسسة.

  1. التعامل مع الأزمة بشفافية

في حال حدوث أزمة، الشفافية هي العامل الأهم في الحفاظ على الثقة. محاولة إخفاء الحقائق أو التقليل من أهمية الأزمة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع وفقدان ثقة الجمهور. يجب أن تعترف المؤسسة بالمشكلة بصدق، وتوضح الإجراءات التي ستتخذها لحل الأزمة.

  1. استرجاع الثقة بعد الأزمة

بعد انتهاء الأزمة، لا ينتهي العمل؛ بل يبدأ جهد إعادة بناء الثقة. يجب على المؤسسة مراجعة الأوضاع التي أدت إلى الأزمة، وتحليل الأسباب التي أدت إلى حدوثها. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتواصل المؤسسة مع الجمهور لإبراز الإجراءات التي تم اتخاذها لمنع تكرار الأزمة في المستقبل.

 

دور العلاقات العامة في الحفاظ على سمعة المؤسسات

إدارة الأزمات هي أحد جوانب العلاقات العامة التي تهدف إلى الحفاظ على سمعة المؤسسة في أوقات الأزمات. العلاقات العامة تسعى دائمًا لبناء وتعزيز الثقة بين المؤسسة وجمهورها. ويعد التأكد من أن الجمهور يثق بأن المؤسسة ستتعامل بشفافية ومسؤولية في حالة حدوث أزمة من الأمور الجوهرية. العلاقات العامة تعمل كحلقة وصل بين المؤسسة وجمهورها، مما يسهم في تحويل الأزمات إلى فرص لتحسين الصورة العامة.

 

أمثلة ناجحة في إدارة الأزمات

  1. أزمة شركة “تايكو” الدولية
    في بداية الألفية الثالثة، واجهت شركة “تايكو” الدولية أزمة كبرى بعدما تم اكتشاف ممارسات مالية غير قانونية قام بها الرئيس التنفيذي. قامت الشركة بإجراء تغييرات جذرية في القيادة والإدارة، وتواصلت مع الإعلام والجمهور بشفافية، مما ساهم في استعادة ثقة الجمهور.

  2. أزمة “تويتا” مع مشكلات السلامة
    عندما واجهت “تويوتا” مشاكل تتعلق بسلامة السيارات وتسببت في حوادث، قامت الشركة بالاعتراف بالخطأ وسحبت السيارات المتضررة. كما قامت بإطلاق حملة إعلامية واسعة لتعزيز ثقة المستهلكين وشرح الإجراءات التي تم اتخاذها لضمان عدم تكرار المشكلة.
    إدارة الأزمات في العلاقات العامة هي عنصر حيوي للحفاظ على سمعة المؤسسات. من خلال التحضير المسبق، التواصل السريع والفعّال، والشفافية، تستطيع المؤسسات تجاوز الأزمات بشكل ناجح واستعادة ثقة جمهورها. كما أن العلاقات العامة تسهم بشكل كبير في تحويل الأزمات إلى فرص لتعزيز الصورة العامة والسمعة الإيجابية للمؤسسات.

 

المصادر:

  1. Coombs, W. Timothy. “Ongoing Crisis Communication: Planning, Managing, and Responding.” 4th Edition, SAGE Publications, 2015.
  2. Fearn-Banks, Kathleen. “Crisis Communications: A Casebook Approach.” 5th Edition, Routledge, 2016.
  3. Bernstein, Jonathan. “Manager’s Guide to Crisis Management.” McGraw-Hill, 2011.