مقالاتيوليو 2, 2023

دور العلاقات العامة في بناء السمعة المؤسسية

في ظل هذا العصر الذي يمتاز بالتنافسية العالية والسرعة، فإن بناء سمعة مؤسسية قوية والحفاظ عليها هو أمرٌ بالغ الأهمية للمؤسسات من مختلف القطاعات، حيث يلعب التصور العام للمؤسسة أو الشركة دورًا مهمًا في تشكيل الصورة والطريقة التي يُنظر بها إلى المؤسسة من قبل جمهورها والشركات الأخرى. إذ تساعد استراتيجيات العلاقات العامة في إدارة هذا التصور وتعزيزه بشكل إيجابي. في هذه المقالة المقدمة من موقع شركة بشير مريش للاستشارات والعلاقات العامة، سنوضح دور استراتيجيات العلاقات العامة في بناء السمعة المؤسسية وتعزيزها.

 

بدايةً، تعد إدارة الاتصالات الاستراتيجية، أحد أبرز أهداف العلاقات العامة، بما ذلك اتصال المؤسسة بجمهورها المستهدف، ووسائل الإعلام ووكالات الأنباء، والموظفين، والمستثمرين، وكل من له علاقة أو مصلحة بالمؤسسة. إذ يحترف مديرو قسم العلاقات العامة صياغة ونشر الرسائل التي تتوافق مع قيم المؤسسة وأهدافها بطريقة مبسطة يمكن للجمهور فهمها، وذلك عبر تنظيم المؤتمرات الصحفية والفعاليات واستخدام وسائل الإعلام المختلفة. بالإضافة إلى الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة وشفافة على الدوام، لتساعد بذلك العلاقات العامة في بناء الثقة والمصداقية للمؤسسة؛ برسم صورة إيجابية متمثلة برؤية المؤسسة وقيمها، هو أحد المكونات الأساسية لسمعة المؤسسية القوية.

 

إلى جانب ذلك، تلعب العلاقات العامة دورًا فعالًا في تشكيل هوية العلامة التجارية للمؤسسة، والتي تعد عنصرًا أساسيًا في سمعتها. حيث يتعاون محترفو قسم العلاقات العامة مع فريق قسم التسويق؛ للحفاظ على التناغم بين صورة المؤسسة وعلامتها التجارية التي يتردد صداها بين الفئة المستهدفة. وذلك عبر استخدام العلاقات الإعلامية، والشراكات مع مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي، وبالإضافة إلى استراتيجيات أخرى تتعلق بخلق تصور إيجابي عن المؤسسة، وتمييزها عن المنافسين.

 

كما يقوم موظفو قسم العلاقات العامة بمراقبة سمعة المؤسسة في المجال العام. باستخدام أدوات مختلفة، مثل: مراقبة وسائل الإعلام، وتحليل المشاعر؛ لاكتشاف المشكلات أو الأزمات المحتملة وتحديدها قبل أن تتصاعد. وفي حال وجود مشكلات أو أزمات، ينفذ متخصصو العلاقات العامة خطط الاتصال الاستراتيجية للتخفيف من الأضرار التي تؤثر بسمعة المؤسسة، وللحفاظ على ثقة أصحاب المصلحة، واستعادة الثقة -إن فقدت-.

 

وتتضمن العلاقات العامة الفعالة توطيد العلاقات مع مختلف أصحاب القطاع الذي تعمل فيه المؤسسة، مع أهمية الحفاظ على تلك العلاقات لأطول أمد. حيث إن إشراك أصحاب المصلحة من خلال التواصل الاستراتيجي يعزز العلاقات الإيجابية، ويقوي السمعة المؤسسية، ويخلق ولاء وتمسك بالعلامة التجارية يمكن أن يضخّم رسائل المؤسسة ورؤيتها.

 

ومن الجدير ذكره أن العلاقات العامة تلعب دورًا حيويًا في إدارة مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات (المسؤولة اجتماعيًا)، وذلك من خلال التوعية بالتزامها بالقضايا الاجتماعية والبيئية، والانخراط بأنشطة المجتمعية، ودعم الفعاليات الخيرية، الأمر الذي يساهم في بناء سمعة إيجابية كمؤسسة واعية اجتماعيًا.

 

في الختام، نؤكد إن بناء سمعة مؤسسية قوية والحفاظ عليها أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح والاستدامة على المدى الطويل. حيث يعمل محترفو العلاقات العامة كمستشارين استراتيجيين وخبراء اتصالات وأوصياء على السمعة. من خلال إدارة الاتصالات  وبناء هوية العلامة التجارية ومراقبة السمعة وإشراك أصحاب المصلحة وتعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات، الأمر الذي يجعل العلاقات العامة بمثابة حجر الزاوية في بناء سمعة المؤسسة والحفاظ عليها في نظر أصحاب القطاع والجمهور بشكل عام.