لقد أدى ظهور التكنولوجيا الرقمية إلى استحداث تخصص جديد يعرف بـ “العلاقات العامة الرقمية”، والذي يرمز له بـ (DPR). حيث تُعنى العلاقات العامة الرقمية بالمنصات والاستراتيجيات الرقمية لتعزيز ظهور العلامة التجارية على الإنترنت، وتوسيع سمعتها، والتواصل مع الجمهور المستهدف بشكل سلس وسريع. في هذا المقالة المقدمة من موقع شركة بشير مريش للاستشارات والعلاقات العامة، سنكتشف مفهوم العلاقات العامة الرقمية وكيف يمكن للمؤسسات والمنظمات استفادة منها في المشهد الرقمي الحديث.
التعريف العلاقات العامة الرقمية:
تشير العلاقات العامة الرقمية إلى الإدارة الاستراتيجية باستخدام قنوات الاتصال الإلكترونية والمنصات التواصل الاجتماعي لبناء العلاقات بين المؤسسة وجمهورها المستهدف والحفاظ عليها. تشمل هذه الممارسة العديد من الأنشطة، بما في ذلك إنشاء المحتوى، وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي، والتعاون مع المؤثرين، وإدارة السمعة على الإنترنت، وتحسين محركات البحث (SEO). حيث تهدف هذه الممارسات إلى توصيل رسالة العلامة التجارية بشكل فعال، والتفاعل مع الجمهور، وتشكيل الإدراك العام في العالم الرقمي.
المكونات الرئيسية للعلاقات العامة الرقمية:
- إنشاء وتوزيع المحتوى: يعد إنشاء محتوى مقنع وقيّم في صميم العلاقات العامة الرقمية. فتطوير المقالات ذات الجودة العالية، وإنشاء المدونات، والفيديوهات الجذابة، والرسوم البيانية، وغيرها من المواد الرقمية، تُمكّن للمؤسسات أن تثبت نفسها كرواد في مجالها، ويتيح لها تتفاعل مع جمهورها المستهدف. ويضمن توزيع المحتوى عبر قنوات عدة على الإنترنت، مثل المواقع الإلكترونية ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي والمنشورات الإلكترونية، أمر مهم لتحقيق أقصى قدر من الوصول والانتشار.
- إدارة وسائل التواصل الاجتماعي: أحدثت منصات التواصل الاجتماعي ثورة في طريقة تفاعل المؤسسات والمنظمات مع جمهورها. حيث تتضمن العلاقات العامة الرقمية إنشاء حضور قوي على وسائل التواصل الاجتماعي والحفاظ عليه من خلال مشاركة المحتوى الجذاب، وسرعة الاستجابة على التعليقات والرسائل، وتعزيز المحادثات الهادفة. كما توفر منصات وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا فرصًا لدعم العلامة التجارية والتعاون مع المؤثرين، مما يُسرع وصول العلامة التجارية ويعزز مصداقيتها.
- إدارة السمعة عبر الإنترنت: في المجال الرقمي، يمكن أن تتأثر سمعة العلامة التجارية بسهولة بالمراجعات والتعليقات عبر الإنترنت. تتضمن العلاقات العامة الرقمية مراقبة ورصد المحادثات عبر الإنترنت حول العلامة التجارية، وإدارة سمعتها على الإنترنت بشكل استباقي. من خلال معالجة التعليقات السلبية، وحل شكاوى العملاء، والاستفادة من المراجعات الإيجابية والتوصيات لبناء الثقة والمصداقية.
- تحسين محركات البحث(SEO): تلعب محركات البحث دورًا حيويًا في العلاقات العامة الرقمية من خلال ضمان أن يتصدر محتوى العلامة التجارية نتائج البحث الأولى في محركات البحث. من خلال تحسين محتوى الموقع الإلكتروني، واستخدام الكلمات المفتاحية الرئيسية ذات الصلة، وبناء روابط خلفية عالية الجودة، الأمر الذي يسهم في تحسين رؤية العلامة التجارية في نتائج محركات البحث. ويزيد من عدد زيارات الموقع، ويعزز ظهور العلامة التجارية على الإنترنت.
فوائد العلاقات العامة الرقمية:
- زيادة الرؤية على الإنترنت: تعمل استراتيجيات العلاقات العامة الرقمية على تحسين رؤية العلامة التجارية عبر الإنترنت من خلال الاستفادة من القنوات الرقمية المختلفة وتحسين المحتوى لمحركات البحث. تضمن هذه الرؤية المتزايدة إمكانية اكتشاف العلامة التجارية من قبل جمهورها المستهدف، وتزيد من فرص جذب زوار الموقع والعملاء المحتملين.
- تعزيز التفاعل والوعي بالعلامة التجارية: تسهل العلاقات العامة الرقمية التفاعل المباشر مع الجمهور المستهدف من خلال منصات التواصل الاجتماعي والمحتوى عبر الإنترنت. من خلال تعزيز المشاركة والرد على التعليقات ومشاركة المعلومات القيمة، الأمر الذي يُمكن للمؤسسات والمنظمات تعزيز وعي علامتها التجارية وبناء علاقات هادفة مع جمهورها.
- إدارة الأزمات في العصر الرقمي: في أوقات الأزمات، تسمح العلاقات العامة الرقمية للمؤسسات بالاستجابة بسرعة وفعالية لتخفيف المشاعر السلبية عبر الإنترنت. من خلال مراقبة المحادثات والتعليقات عبر الإنترنت واستخدام المنصات التواصل الاجتماعي للتحكم في السرد ومعالجة المخاوف وحماية سمعتها.
- النتائج القابلة للقياس والتحليل: أحد مزايا العلاقات العامة الرقمية هو القدرة على قياس وتحليل تأثير الجهود على الإنترنت. من خلال مجموعة متنوعة من أدوات تحليلات على الإنترنت، إذ تستطيع المؤسسات تتبع حركة المرور والزيارة على الموقع، والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، ومؤشرات الأداء الرئيسية الأخرى؛ وبالتالي تقييم فعالية استراتيجياتها في العلاقات العامة الرقمية واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات.
ظهرت العلاقات العامة الرقمية كتخصص مستحدث في العصر الرقمي، حيث يتم تحقيق الرؤية وإدارة السمعة والتفاعل مع الجمهور عبر الإنترنت. من خلال تسخير قوة المنصات الرقمية وإنشاء المحتوى وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي وتحسين محركات البحث وإدارة سمعة العلامة التجارية على الإنترنت، والذي بدوه يساعد المؤسسات والمنظمات على توصيل رسالتها بشكل فعال والتفاعل مع جمهورها وبناء حضور رقمي قوي. إذ أن الاعتماد على العلاقات العامة الرقمية أمر ضروري لأي مؤسسة تسعى للنجاح في المشهد الرقمي والبقاء في مقدمة المنافسة.
